هذا الموضوع قرأتة فحاذ اعجابى كثيرا فحبيت نقلة
لأخواتى واحبتى فى الله وجزى الله خير الجزاء لكاتب هذا
الموضوع وندعوالله بالهداية لنا واخواننا المسلمين جميعا
ولعلكم تستفيدوا من هذا الموضوع
يحتفل المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج،
هذه المعجزة الخالدة لنبى الإسلام صلى الله عليه وسلم،
التى ربطت بين السماء والأرض،
وأكدت وحدة الرسالات السماوية التى جاء بها أنبياء الله ورسله،
كما أثبتت عالمية الإسلام وختمه لرسالات السماء.
قال تعالى:
{سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا}..
فقد أراد الله أن يريه من هذه الآيات الكبرى حتى يقوى قلبه ويصلب عوده، وتشتد إرادته فى مواجهة الكفر بأنواعه وضلالاته كما فعل الله تعالى مع موسى عليه السلام حينما أراد أن يبعثه إلى فرعون أراه من آياته ليقوى قلبه فلا يخاف فرعون ولا يهتز أمامه.
ومن أهم هذه المشاهد كما يقول: د. الحسينى يوسف عبدالعال الأستاذ بجامعة الأزهر: المشهد الذى تظهر فيه امرأة جميلة متبرجة بكل أنواع الزينة، حاسرة عن ذراعيها تنادى: يا محمد انظرنى أسألك. فلم يلتفت إليها صلى الله عليه وسلم فقال جبريل للرسول: ما سمعت فى الطريق؟
فقال عليه السلام: بينما أنا أسير إذا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تقول: يا محمد انظرنى أسألك! فلم أجبها، ولم أقم عليها.
قال جبريل: تلك الدنيا، أما أنك لو أجبتها، لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة، وأما الشئ الذى ناداك من جانب الطريق فهو إبليس.
ثم قدم جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم إناءين فى أحدهما خمر، وفى الآخر لبن، وقال له: اختر ما شئت، فاختار رسول الله إناء اللبن فشربه، وأعرض عن الخمر، ولم تكن الخمر قد حرمت فى الإسلام حينئذ.
فلما اختار الرسول اللبن قال له جبريل: هديت إلى الفطرة، ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: الله أكبر.الله أكبر واللبن الذى اختاره صلى الله عليه وسلم شراب أصيل لم يتغير لونه ولم يتحول إلى شراب خبيث يذهب العقول كالخمر، فهو نافع للصحة والبدن فلما شربه صلى الله عليه وسلم آثر الصالح على الفاسد وهذه سنة الله التى فطر الناس عليها.
نزل رسول صلى الله عليه وسلم عند بيت المقدس، وصلى بالأنبياء إماما، وربط البراق بحلقة باب المسجد.. لتبدأ بعد ذلك مشاهد المعراج إلى السماوات العلا.
ويروى د. زكى عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر مشهدا آخر من مشاهد المعراج التى تعد درسا من دروس الدعوة العظيمة وقدوة حميدة للناس أجمعين. حيث نظر الرسول صلى الله عليه وسلم فرأى موائد كثيرة، عليها لحم ناضج جيد ولا يقربها أحد وموائد أخرى عليها لحم نتن كريه الرائحة وحول هذا اللحم النتنه أناس يتنافسون على الأكل منها ويتركون اللحم الناضج الجيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هذا حال أناس من أمتك يتركون الحلال الطيب فلا يطعمونه، ويأتون الحرام الخبيث فيأكلونه!!. ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوجد أناسا شفاههم كمشافر الإبل. فيأتى من يفتح أفواههم، فيلقى فيها قطعا من اللحم الخبيث، فيضجون منها إلى الله لأنها تصير نارا فى أمعائهم فلا يجيرهم أحد حتى تخرج من أسفلهم فقال عليه الصلاة والسلام من هؤلاء يا جبريل ؟
قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى بالباطل، إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
إضاعة الصلوات
ويكمل الدكتور منصور الحفناوى رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق سرد المشاهد بقوله: رأى الرسول الله عليه وسلم طريقا ممتدا إلى النار يمر فيه آل فرعون. فيعرضون على النار غدوا وعشيا.
وأثناء مرورهم يجدون على الطريق أقواما بطونهم منتفخة مثل البيوت، كلما نهض أحدهم سقط يقول: اللهم أخر يوم القيامة، اللهم لا تقم الساعة فيطؤهم آل فرعون بأقدامهم فقال عليه السلام: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم الذين يتعاملون بالربا من أمتك.. لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ثم مضى الرسول صلى الله عليه وسلم فرأى أقواما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم: كل من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك، كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا. ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما تضرب رؤوسهم بالصخر كلما ضربت تحطمت وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم.. وهكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل عليه السلام: هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة.
يعقب ذلك مشهد يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يزيد عليها، وذلك دليل على كثرة الذنوب التى ارتكبها والمعاصى التى اقترفها، ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس، لا يقدر على أدائها وهو يزيد عليها أمانات أخرى، وقد دعا الإسلام إلى رد الأمانات.
كما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوام تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شئ وهذا جزاء من يتكلم بالشر، ويخوض فيه بين الناس فلما رأى رسول الله ذلك قال لجبريل: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء خطباء الفتنة. وعلى العكس فهذا المشهد يثير فى نفوسنا الراحة ويبعث فيها الاطمئنان والسكينة، فقد مر الرسول على أقوام يحصدون فى يوم، كلما حصدوا عاد كما كان. وكثرة الحصاد والمحصول على هذا الوجه رمز لجزاء الله سبحانه الذى لا يتناهى، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك سأل جبريل: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم المجاهدون فى سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف. ولذلك يشبه الله العمل الصالح فى الآية: {كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء}.
وهذا مشهد من مشاهد الجنة التى وعد بها المتقون والصالحون، فقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على واد فسيح، فهبت عليه منه ريح باردة طيبة، ورائحة مسك أزكى من مسك الأرض، وسمع من جهته صوتا، فقال عليه السلام: يا جبريل.. ما هذه الريح الطيبة الباردة؟ وما هذا المسك؟. وما هذا الصوت؟
قال جبريل: هذا صوت الجنة تقول: رب ائتنى بما وعدتنى، فقد كثرت غرفى، واستبرقى، وحريرى، وسندسى، ولؤلؤى، ومرجانى وفضتى، وذهبى، وأكوابى وصحافى، وأباريقى، وكؤسى، وعسلى ومائى، وخمرى، ولبنى، فائتنى بما وعدتنى.
فقال عز وجل: (لك كل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، ومن آمن بى وبرسلى، وعمل صالحا، ولم يشرك بى شيئا).
عذاب النار
ويأخذنا د. جلال البشار وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر إلى مشهد من مشاهد جهنم أعاذنا الله من شرها، ومن لهيبها، وجنبنا غيظها وفورانها، فقد جاء صلى الله عليه وسلم على واد فسيح، فسمع صوتا منكرا، ووجد ريحا خبيثة فقال: ما هذه الريح يا جبريل؟ وما هذا الصوت؟
قال جبريل هذا صوت جهنم تقول: يا رب ائتنى بما وعدتنى فقد كثرت سلاسلى، وأغلالى، وسعيرى، وحميمى، وضريعى، وغساقى، وعذابى، وقد بعد قرارى، واشتد حرى، فائتنى بما وعدتنى.
فقال لها رب العزة: (لك كل مشرك ومشركة، وكافر وكافرة، وكل خبيث وخبيثة، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب. قالت النار قد رضيت).
أعاذنا الله من شرها، وجنبنا المعاصى وحبب إلينا الطاعات حتى نكون من أهل الجنة بعيدا عن النار وعذابها. وعندما صعد النبى صلى الله عليه وسلم إلى السماء الخامسة فاستفتح ففتح له، ولقى من التحية ما اعتاد عليه فى السماوات السابقة، فدخل صلى الله عليه وسلم فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم من أمر الله ما شاء الله، فقال: من هذا يا جبريل؟
فقال جبريل عليه السلام: هذا المحبب إلى قومه هارون بن عمران، وهؤلاء بن وإسرائيل، فلما رأى هارون محمدا عليه الصلاة والسلام قال: مرحبا بالنبى الصالح والأخ الصالح، فحياه الرسول عليه السلام.
ثم صعد به جبريل إلى السماء السادسة فاستفتح، ففتحت السماء له، ورحب به عليه السلام ولما دخل عليه السلام فإذا برجل جالس فمر به فبكى الرجل، فقال الرسول عليه السلام: يا جبريل من هذا؟
قال جبريل: هذا موسى بن عمران. فقال عليه السلام: فما له يبكى؟ قال جبريل: أنه يقول: تزعم بنو إسرائيل أنى أكرم بنى آدم على الله عز وجل، وهذا رجل من بنى آدم قد فاقنى فى رتبته، فلو أنه بنفسه لما اهتممت، ولكنه مع كل بنى أمته.
ثم صعد به جبريل عليه السلام إلى السماء السابعة فاستفتح ففتحت له، ودخل عليه السلام فإذا به يرى البيت المعمور، وهو بيت فى السماء السابعة مثل الكعبة الشريفة فى أرضنا هذه يدخله كل يوم للصلاة فيه سبعون ألف ملك لا يعودون إلى يوم القيامة، ورأى عليه السلام رجلا أحسن ما يكون الرجال قد أسند إلى البيت المعمور فقال عليه الصلاة والسلام: من هذا الرجل يا جبريل؟
قال جبريل: هذا أبوك إبراهيم عليه السلام، خليل الرحمن. فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه الخليل السلام. ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم حول إبراهيم الخليل قوما جلوسا بيض الوجوه أمثال القراطيس.. وقوما فى ألوانهم شئ، فدخلوا نهرا اغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شئ.
ثم دخلوا نهرا آخر، فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم، فصارت مثل ألوان أصحابهم، فجاؤا فجلسوا إلى أصحابهم. فقال عليه الصلاة والسلام يا جبريل من هؤلاء البيض الوجوه؟ ومن هؤلاء الذين فى ألوانهم شئ؟ وما هذه الأنهار التى دخلوا فيها فجاءوا وقد صفت ألوانهم؟
قال جبريل: أما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، أى أنهم أخلصوا دينهم لله، فليس فى قلوبهم شئ من شك أو ميل إلى الإثم والبغى، فكان إيمانهم نقيا صافيا. وأما هؤلاء الذين فى ألوانهم شئ، فقوم خلطوا عملا صالحا، وآخر سيئا، فتابوا فتاب الله عليهم، وأما الأنهار فهى: نهر الرحمة، ونهر النعمة، والثالث: شراب طهور.
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير
صدق الله العظيم