خرج آلاف السوريين اليوم إلى الشوارع للمطالبة بالحرية وبإسقاط النظام وفك الحصار عن درعا، وذلك رغم ما سموه الحصار الأمني وحملة القمع التي واجهت بها أجهزة الأمن المتظاهرين، وهو ما أسفر عن مقتل 21 شخصا في مدينتي حمص وحماة، وسط البلاد.
وقال نشطاء إن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف متظاهر احتشدوا في محافظة إدلب استجابة لدعوة وجهت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت لـ"جمعة التحدي" اليوم.
كما تدفق آلاف من سكان بلدات في جنوبي سوريا على بلدة طفس قرب مدينة درعا المحاصرة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد أن أخفقوا في الوصول إلى درعا التي تحيط بها الدبابات وتخضع لحصار كامل منذ أيام.
وقد تظاهر مئات في بلدة الحارة بمحافظة درعا، ورددوا شعارات ضد الرئيس بشار وشقيقه ماهر، قائد الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.
وفي العاصمة دمشق خرجت مظاهرات من أمام جامع الحسن في حي الميدان وسط العاصمة وفي حي القدم، كما خرجت مظاهرتان أخريان للمطالبة بالتغيير في كل من حيي برزة والصالحية.
وقد اعتقلت قوات الأمن المعارض السوري رياض سيف وعددا من نشطاء حقوق الإنسان، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وفي ريف دمشق خرجت مظاهرات في بلدة التل شمال دمشق أمام الجامع الكبير وقد فرقتهم قوات الأمن، كما خرجت مظاهرات في بلدة قطنا في ريف دمشق تنادي بالحرية. بينما خرجت مظاهرات في بلدت داريا والمعضمية تطالب بفك الحصار عن درعا.
وفي محافظة الحسكة، خرج المئات في القامشلي، رافعين شعارات تضامن مع المدينة المحاصرة وأخرى ضد النظام.
وفي حين تظاهر الآلاف في مدينة بانياس الساحلية، خرجت مجموعة من السيدات إلى شوارع مدينة جبلة -وهي مدينة ساحلية أخرى- بالرغم من سماع دوي الرصاص.
الجيش السوري استبق جمعة التحدي بنشر دباباته في العديد من المدن والبلدات (الجزيرة)
قتلى بحمص
وفي مدينة حمص خرجت مظاهرات عدة للمطالبة برحيل النظام وللتضامن مع درعا في عدد من أحيائها, وقد واجهت أجهزة الأمن تلك المظاهرات بوحشية كما قال شهود عيان للجزيرة ولوكالات أنباء عديدة، وهو ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح عدد آخر في مظاهرة بحي باب السباع في المدينة.
وردد آلاف في مدينة حمص "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارفعوا الحصار عن درعا"، و"زنكة زنكة دار دار.. بدنا انشيلك يا بشار".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي -في اتصال هاتفي من مدينة حمص- أن المدينة شبه محاصرة، وأن "عدة دبابات دخلت المدينة وتمركزت في عدة أماكن في مركزها".
كما أشار الناشط -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- إلى "وجود عشرات الدبابات التي انتشرت في الأحياء التي تقع على أطراف المدينة"، مثل بابا عمرو (غرب) ودير بعلبة (شمال شرق)، والستين في حي عشيرة (شرق).
وقال الناشط الحقوقي نجاتي طيارة إن "قوات الأمن قامت بعملية تمشيط الليلة الماضية واعتقلت العشرات في عدة أحياء" بحمص.
وكانت قوات الأمن السورية قد استبقت "جمعة التحدي" التي انطلقت الدعوة إليها أمس للتظاهر في كافة مدن البلاد، وكثفت انتشارها الأمني في معظم تلك المدن.
وفي هذه الأثناء، يتواصل حصار مدينة درعا، التي أمر الأسد الأسبوع الماضي بدخول الجيش فيها. وفي حين قالت السلطات السورية أمس الخميس إن الجيش بدأ في الانسحاب من هناك، فإن سكانا أكدوا أن المدينة ما زالت تحت الحصار.
ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان إن الجيش وقوت الأمن ومسلحين موالين للأسد قتلوا 560 مدنيا على الأقل في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي تفجرت قبل سبعة أسابيع، وقالوا إن الآلاف اعتقلوا وتعرضوا للضرب، بينهم شيوخ ونساء وأطفال.