elrayes مدير المنتدى
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 590 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 الموقع : المنتدى العمر : 47
| موضوع: تعريف بـ (فـــــن المقامات ) 14th يناير 2011, 20:22 | |
|
المقامات: المفهوم والنشأة من المعلوم أن القصة فن من الفنون النثرية العربية , ولكنها لم تكن موجودة قبل العصر العباسي وبدأت تظهر في هذا العصر قصص ناضجة من حيث العناصر كالشخوص والحبكة وغيرها, وهذه صورة القصة قبل ظهور المقامة ولما برزت هذه الظاهرة (القصة) كان تشغل العرب قضيتان: 1- كان الفقر والبؤس في الدولة في العصر العباسي الثاني قد شاعا بين الطبقتين الوسطى والدنيا ولم يجد الأدب مشجعين له, فبدأ العرب يكتبون قصصا تصور انصراف الحكام عن تشجيع الأدباء واضطرارهم إلى الطواف في البلاد للاستجداء بأيديهم واحتيالهم. 2- وكان النثر قد شاعت في أسلوبه الزخرفة وإظهار البلاغة والبراعة في معرفة غريب اللغة, فكتبوا القصص بهذا الأسلوب مصورة بؤس أولئك الأدباء . , وفن المقامات فن أدبي راقٍ من فنون النثر العربي ويشكل حلقة من حلقات التطور النثر العربي. ويعد بديع الزمان الهمذاني رائد هذا الفن, ومبتكره , وأستاذ من جاء بعده, وسار على منواله, ونهج نهجه ومن هنا فقد تطورت هذه القصص إلى أن ظهر فن جديد على يد هذا الأديب وكان يهدف لإظهار بلاغته ومخزونه اللغوي عن طريق الكدية والشحاذة للوصول إلى ما يصبو من الطبقة العليا حتى أصبحت فنا له أبعاده ومرتادوه.
المقامة لغة والمقامات لغة هي المجلس ومقامات الناس : مجالسهم واستعملت الكلمة مجازا لتعني القوم الذين يجلسون في المجلس . وقد ورد اسم المقامة في الشعر العربي بهذا المعنى على لسان زهير يقول وفيهم مقاماتٌ حسانٌ وجوههم وأندية ينتابها القول والفعلُ
وجاءت الكلمة في شعر لبيد بالضم بمعنى موضع الإقامة من الفعل أقام في قوله: عفت الديار محلها فمقامـــــــــها بمنى تأبد غولها فرجامها وجاءت في القران الكريم اسما لموضع القيام واتّخِذوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى) ثم تطور المدلول اللغوي إلى المعنى الاصطلاحي الذي يعرفه الأدباء وهو ذلك الشكل الفني للنثر الذي ابتدعه بديع الزمان الهمذاني ويعرفها آخر بـ : حكاية عربية مسجعة ، مثقلة بالمحسنات البيانية ، والفوائد اللغوية ، واللطائف الأدبية والأحاجي النحوية .. قوامها حيلة فكهة يصطنعها البطل "وهو رجل واحد لا يتغير في كل مجموعة من المقامات" كسباً للرزق أو احتيالاً على العيش … يعتبر بديع الزمان الهمذاني مؤسس فن المقامة ، وقد سمى بطل مقاماته أبا الفتح الإسكندري، ويعتبر الحريري أشهر كاتب للمقامات على الإطلاق ، وقد دعا بطل مقاماته أبا زيد السروجي ، ولكل مجموعة من المقامات راوية واحد لا يتغير أيضاً " وهو عيسى بن هشام في مقامات الهمذاني والحارث بن همام في مقامات الحريري " ويرى جميل سلطان أن الكلمة انطلقت في أفقها اللغوي والمجازي لتشمل ألوانا من القصص والمواعظ والأحاديث إلى أن تبلورت أخيرا في مفهومها الاصطلاحي عند بديع الزمان ويرى زكي مبارك أن أهل القرن الثالث الهجري كانوا يعرفون ألوانا من المحاورات الأدبية تعرف بالمقامات ويرى أن هذه المقامات انتقلت إلى كلام المعتفين الذين يتوسلون إلى الأغنياء بكلام مسجوع فيقولون ارحموا مقامي هذا ...الخ ولقد كثرت تعريفات القدماء للمقامة وأصبحوا فيها شيعا ومذاهب ومعرفة أصلها وبذورها الأولى عند العرب وعند الفرس وشعبوا الموضوع كثيرا حتى أصبح الباحث لا يخرج بطائل مما يقرأ ومهما كثرت التعريفات للمقامة فهي شكل فني من النثر العربي الذي ابتدعه بديع الزمان الهمذاني والذي اتخذ شكلا دراميا لم يسبق إليه والمقامة الفنية قصة قصيرة بطلها نموذج إنساني مكدٍ ومتسوّل لها راوٍ وبطل وتقوم على حدث طريف ومغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة تحمل في داخلها لونا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية وضعت في إطار الصنعة البديعية أو البلاغية إذا ففن المقامة يتلمس علاج المجتمع في حلة من اللفظ، حيث يعجب المتلقي بالصياغة، وحسن السبك، وجمال السجع، فينشغل بها ولا يفرغ لما تهدف إليه المقامة في مضمونها إلا بعد اكتمال المقامة وعمق تفكيره في المضمون. ويعرفها الدكتور يوسف نور عوض بقوله: (إن المقامة قصة قصيرة تشتمل على حبكة شاملة ذات موضوع معين وأبطالها لا يخرجون عن الإطار الذي رسمه لهم الكاتب في واقعهم الدرامي... وهذا لا ينفي وجود بعض الاختلاف عن فن القصة) ويقول فاروق سعد : المقامة حديث من شطحات الخيال أو دوامة الواقع اليومي في أسلوب مصنوع مسجع تدور حول بطل أفّاق أديب شحاذ يحدث عنه وينشر طويته راوية جوالة قد يلبس جبة البطل أحيانا وغرض المقامة البعيد هو إظهار الاقتدار على مذاهب الكلام وموارده ومصادره في عظة بليغة تقلقل الدراهم في أكياسها أو نكتة أدبية طريفة أو نادرة أو شاردة لفظية طريفة أما مبتدع المقامة الفنية فهو بديع الزمان الهمذاني يقول باحث: لا تفتش عمّن أخذ عنه البديع مقاماته فهو مبدعها ولا عبرة بالحكايات والنوادر فهذه حكايات كانت ولا تزال. وقد استفاد بديع الزمان من الأشكال النثرية السابقة كبخلاء الجاحظ وأحاديث خالد بن يزيد وقصص التكدية والمكدين بل إن بعض الباحثين أتهموه بالإغارة على شعر سابقيه واستلهام ما فيها من مضامين وصياغتها من جديد بل إنه أخذ كثيرا من المضامين من الفنون النثرية كرسائل إخوان الصفا وغيرها وقد وردت الكثير من الآراء المختلفة في كتب المقامات حول مبتدع المقامات حتى قيل إنه ابن دريد وتلك قضية أخرى. | |
|