أهالي أم الفحم وفلسطينيو الـ 48 يصدون هجوماً للمتطرفين الاسرائيليين

نجح أهالي مدينة أم الفحم في الأراضي العربية المحتلة عام 48، بمنع اليمين المتطرف الإسرائيلي بزعامة باروخ مارزل وايتمار بن جفير من دخول المدينة، وسط اندلاع مواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين العرب ادت الى اصابة عدد من هؤلاء بينهم النائبان في الكنيست عفو إغبارية وحنين زعبي بنيران الاحتلال الذي اعتقل 9 فلسطينيين.
وأصيب عضوا الكنيست إغبارية وزعبي بجروح طفيفة جراء إطلاق أفراد الشرطة قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق متظاهرين فلسطينيين كانوا يقفون عند مدخل أم الفحم لمنع نشطاء إسرائيليين يمينيين من الدخول إلى المدينة، وتم نقل النائبين إلى المستشفى.
وقالت زعبي للإذاعة الإسرائيلية إنها كانت تقف على بعد مترين من أفراد الشرطة الذين تعرفوا إليها، لكن فجأة أطلقت القوة قنبلة غاز مسيل للدموع باتجاهها، وفيما كانت تبتعد عن المكان اطلق عليها عياران مطاطيان وأصيبت بجروح طفيفة في ظهرها وعنقها.
ومن جانبه، قال شمعون كورين قائد الشرطة في منطقة وادي عارة التي تقع فيها أم الفحم، إن الشرطة وأفرادا من وحدة المستعربين اعتقلوا 9 متظاهرين. وقال وزير شؤون الأقليات الإسرائيلي أفيشاي برافرمان، إن تظاهرة اليمين المتطرف في مدينة أم الفحم أمس هي استفزاز هدام غايته تسخين الأجواء.
وحتى بعد أن غادر نشطاء اليمين مدخل المدينة العربية استمرت المواجهات بين المواطنين العرب وقوات الشرطة التي اعتقلت عددا من المواطنين وأصابت آخرين منهم بجروح.
ووصلت حافلات تقل نشطاء اليمين المتطرف إلى مدخل أم الفحم فيما القى شبان عرب من المدينة الحجارة باتجاه قوات الشرطة التي يقدر عددها بـ1500 شرطي اطلقوا القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وزعم منظمو تظاهرة اليمين المتطرف انهم يحتجون على عدم تصنيف الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح، على أنها خارج القانون، علما أن هذه التظاهرة تأتي غداة إحياء اليمين المتطرف ذكرى مقتل زعيم حركة "كاخ" العنصرية الحاخام مائير كهانا قبل 20 عاما، وكان يدعو إلى ترحيل العرب من البلاد.
وقال باروخ مارزل أحد قادة منظمي التظاهرة في أم الفحم لوسائل الإعلام الإسرائيلية "نحن منظمة لا تتكلم فقط وإنما تنفذ أيضاً، ونعتقد أن الخطر الإيراني اقل خطرا من الحركة الإسلامية التي تشكل طابورا خامسا وحصان طروادة داخل البلاد وتسعى إلى تدمير كل شيء".
اضاف مارزل أن على الجزء المعافى من شعب إسرائيل أن يعمل وينتفض ولا يجوز أن يسارعوا الى إخراج حركة "كاخ" عن القانون بينما الحركة الإسلامية تنشط بصورة تآمرية ولا أحد يحرك ساكناً.
ووصف النائب إغبارية وهو من سكان أم الفحم، منظمي تظاهرة اليمين المتطرف بأنهم "فاشيون" وأن تظاهرتهم "استفزازية"، وشدد على ضرورة منعهم من دخول المدينة.
وفي السياق، اعتبرت حركة "حماس" التظاهرة التي نفذها متطرفون يهود في بيت لحم وانتهت بمواجهات مع الفلسطينيين، بمثابة "استهداف عنصري" للوجود الفلسطيني.
وقال الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم في تصريح "ما يجري في أم الفحم من هجوم صهيوني متطرف تحت حماية جنود الاحتلال ورعاية الحكومة الصهيونية المتطرفة، استهداف صهيوني عنصري للوجود الفلسطيني على أرضه".
وأمس كذلك تظاهر آلاف الطلاب الاسرائيليين في كافة ارجاء البلاد ضد رغبة الحكومة في منح مساعدات مخصصة للطلاب اليهود المتدينين المتشددين.
وجرت تجمعات في وقت متزامن في القدس وتل ابيب وكذلك في الجليل، في مدينة حيفا، وفي بئر السبع في صحراء النقب، كما قالت الشرطة.
وكان الطلاب يحتجون على رغبة الحكومة في مواصلة دفع مساعدات اجتماعية مخصصة لبعض الطلاب الذين يرتادون معاهد الدراسات التلمودية على الرغم من قرار صدر أخيرا عن المحكمة العليا واعتبر ان هذا التمويل ليس عادلا بالنسبة الى الطلاب الاخرين.
وفي القدس، سار مئات الطلاب يحملون الطبول والابواق على مقربة من الجامعة العبرية واحرقوا اطارات وقطعوا الطرق، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
ورفع البعض لافتات كتب عليها "اعذروني لاني اعمل"، في اشارة الى ان طلاب الجامعات لا يمكنهم المطالبة بمثل هذه المساعدات ما يرغمهم على العمل لتغطية احتياجاتهم.
وصرح احد قادة الطلاب في بئر السبع اوري كيدار للتلفزيون الاسرائيلي العام "ان المشكلة تطرح نفسها عندما تعرب البلاد عن تفضيلها مجموعة لا تسهم أبدًا في المجتمع".