جادك الغيث إذا الغيث هما يا زمان الوصل في الأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلس
لما بدا يتثنى قضى الصبا و الدلال حبي جمال فتنا أفديه هل من وصال
أومى بلحظ أسرنا بالروض بين التلال غصن سبا حينما غنى هواه و مال
وعدي و يا حيرتي ما لي رحيم شكوتي بالحب من لوعتي إلا مليك الجمال
في ليال كتمت سر الهوى بالدجى لولا شموس الغرر
مال نجم الكأس فيها و هوى مستقيم السير سعد الآثر
حين لذ النوم شيئاً أو كما هجم الصبح هجوم الحرس
غارت الشهب بنا أو ربما أثرت فينا عيون النرجس
بالذي أسكر من عزم اللما كل عهد تحتسيه و حبا
و الذي كحل جفنيك بلا سجد السحر لديه و أفترى
و الذي أجرى دموعي عندما أردت من غير سبب
فعلى صدري يبنى كفما أجدر الماء بإتقان ألما
يا أهيل الحي من وادي الغضا و بقلبي مسكن أنتم به
ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا لا أبالي شرقه من غربه
أحور المقلة موصولا لما جال في النفس مجال النفس
سدد السهم فأصمى إذ رمى بفؤادي نبلة المفترس
جادك الغيث إذا الغيث هما يا زمان الوصل في الأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلس