حكم قول الرجل بذمتي
هل يجوز أن يقول الرجل ( بذمتي ) ليؤكد أمراً ما ؟
الجواب:
الحمد لله. إطلاق هذه الكلمة (بذمتي) أثناء الكلام ترد على معنيين بحسب قصد المتكلم ويختلف الحكم في ذلك:
1- أن يقصد بذلك الحلف بالذمة وهي العهد وهذا محرم من الشرك الأصغر لأنه حلف بمخلوق لأن الذمة صفة للمخلوق والصفة تأخذ حكم الموصوف فيكون قد حلف بغير الله وقد ورد في الشرع النهي عن ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف بالأمانة فليس منا). رواه أحمد.
وقوله صلى الله عليه وسلم : (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) متفق عليه. وقوله عليه الصلاة والسلام : ( من حلف بشيء دون الله فقد أشرك ). رواه أحمد.
2- أن يقصد بذلك تأكيد هذا الأمر والتزامه بمعنى أن هذا الشيء الذي أذكره أو أخبر به داخل في ذمتي وعهدي وأتحمل مسؤوليته فهذا جائز لا شيء فيه لأنه ليس من باب اليمين والحلف وإنما هو من باب التأكيد والالتزام وهذا هو الغالب فيما يظهر على مقاصد المتكلمين. وإن كان الأفضل اجتناب هذه الكلمة وأشباهها لاشتباهها بأمر محرم وقد جاءت الشريعة باجتناب الألفاظ التي تطلق على أمر مباح وأمر محرم وتستعمل في غرض صحيح وغرض فاسد كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ). وقد أشار الإمام الشافعي إلى هذا التفصيل في كتابه الأم.
أما إذا قال: (في ذمتي) فهذا معناه في عهدي والتزامي ومسؤوليتي ولا يستعمل إلا في ذلك لأنه ليس من القسم لفظا ومعنى ولا إشكال فيه أبدا ولا حرج في استعمال هذه الكلمة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.